أكتب وأتسأل من أنا أبنت هذا الوطن وضحية هذه القضية التي أغرقتني دما وكأنني دون منفى ولا وطن
ثم يخيل لي أنني الحقيقة الماكدة في هذه الأرض. وكأنني أنا الحرب والوجع وريح الدم التي استنشقها مع نسمات الفجر.
ثم ابتسم ذاك الإبتسامة المليئة بالدموع بأن غداً ستنتهي هذه الأيام القلقة والسلام علية وعلى وطناً ماتت أحلامه مع صرخات الأمهات التي حملن أولادهن تسعة شهور الذي قتلهم الظالم دون أن يرف له جفاً وكأنهم أغتصبو أرحامهن من بي احشاءها.
نظرت إلى نفسي وجدتها عين تبكي بها الكرى الأرضية بقدر وضوحها وقفت يوماً على شواطئ هذا الوطن.
الوطن كالجلد الملتصق على جسدي يدفء أضلعي من البرد.
وكأنه هو الدار المريحة التي أملكها هو وطن وسأبقى أكتب له لأنه هو البداية والنهاية والمستقبل الثابت والحقيقي الذي أحيا به ولكنني مازلت أحاربكم من أجل هذه الأرض حتى ترجع له روح الحياة لأني تركت في وطني وبين جدار غرفتي حديثي وصوتي المرتعش خوفاً..
وفي مقعدي تركت تلك الحروف تركتها عمدا حتى لا أسمعها تخنق ذاكرتي. كي تعود تركت فيه شجرة يفوح ياسمينا حتى اشم ريحه على أرضه وبين حبات ترابه المبتل بالمطر لأني وجدت غيمة وظل وشمس أشرقت على وجنتيها بنورها اللامع وغيوماً تغذي روحها المخصبة بالمطر..
كنت أنا الشاهدة والشهيدة والضحية من أجله.. ليتني كنت أنا القاضية والقضية حتى أحكمم حكماً أبدياً...
لو أن عمري سلاحاً لوجدتني أنا الرصاصة التي قتلتهم
بقلم: دعاء الباهي